إدارة الصف
إعداد الأستاذة ميرا حرب 

إن إدارة الصف تعتبر فناً له علم وله أصول ينبغي على المعلم ان يكون ملما ً به كي يكون معلما ً ناجحا.
ومفهوم إدارة الصف اكبر واشمل من بعض المعاني كالضبط والهدوء والالتزام بالتعليمات ، أنها تعني قيام المعلم بالعديد من الأعمال والمهام من حفظ للنظام وتوفير للمناخ العاطفي والاجتماعي وتنظيم البيئة الفيزيقية من أثاث وتجهيزات ومواد ووسائل واستثمار الخبرات التعليمية وحسن التخطيط لها ,وهي بذلك تشمل كل ما يتصل بالمتعلم والمعلم والمنهج المدرسي والأهداف التربوية والعلاقات الإنسانية


يعرف البعض الإدارة الصفية بأنها : مجموعة من الأنشطة والعلاقات الإنسانية الجيدة التي تساعد على أيجاد جو تعليمي واجتماعي     صحي وتعتبر إدارة الصف المدرسي عنصراً هاماً من عناصر العملية التعليمية للمعلم ، ولعل المقولة بأن المعلم الذي لا يستطيع إدارة صفه لا يستطيع إدارة شيء آخر مقولة تقترب إلى الصحة بدرجة كبيرة . فالحكم على إنجازات المعلمين في أدائهم لعملية التعلم مرتبط بإدارة الصف المدرسي وضبطه.

في هذا السياق سوف اعرض عليكم حصة صفية لبرفيسور والتر لوين وهو فيزيائي هولندي ،وسأقوم بتبيان أساليبه المعتمدة لنجاحه في شرح المادة وإدارة صفه كما إكتساب إعجاب ومحبة الطلاب أجمعين.
عند دخول ب.لوين القاعة طلب من تلامذته الجلوس بهدوء وأطلعهم على تفاصيل الحصة من وقت مقرر للشرح وآخر لسماع أسئلتهم والإجابة عنها، ثم بدأ بطرح الفكرة الاساسية للحصة باستخدام أسلوب المحاضرة .فلاحظت انَّ لديه كفاءة عالية ،حيث إنَّ باستخدامه لوسائل التشويق والتحفيز كما اللغة الواضحة والملائمة وإلقائه بصوت مسموع واثق غير متقطع جعلوا من محاضرته لوحة فنية إيجابية.عند انتهائه من شرح الفكرة قام بإثباتها عبر أستخدامه أسلوب التقصي والإكتشاف.فأنجزعرض عملي امام الطلاب وكان هو عنصر اساسي من عناصر هذا العرض.كل الأدوات والمعدّات كانت حاضرة ومجهزة مسبقاً مما يظهر اهمية الوقت لدى البروفيسور. 

قام  ب.لوين بأكثر من اربع عروض عملية مِخبرية وفي كل واحدة منها كان يثبت صحة المعلومات والفرضيات التي القاها مسبقاً.كما كان بين الفنية والأخرى يقوم بمزاحٍ خفيف يلطف به الأجواء وينشط ذهن التلاميذ ويكسر الرتابة ما إن وُجِدَت.

المحاضرة التي اخترتها هي الأخيرة لبروفيسور لوين ،لذلك عند إنهاء الشرح قام بخطاب وداع كان عاطفي ومميز حيث كان واضحاً من خلاله تعلقه بعمله وبالفيزياء..

بروفيسور لوين معلم نموذجي ،فهو يتقن عمله من ناحية الوقت والتعامل مع التلاميذ فأسلوبه راقٍ وفعَّال وتلاميذته يلتزمون بقوانينه من حيث الإصغاء ورفع الأيادي في حال الحاجة الى التحدث او المناقشة وعدم مقاطعته ناهيك عن تنظيمه المادّي لأدوات العروض العملية والمجسمات وتحضيرها مسبقاً بشكل مميَز.

من خلال مشاهدتي لأكثر من محاضرة لاحظت بأن طريقة تعليمه تتأرجح بين أسلوبي المحاضرة والتقصي والإكتشاف وفي آخر كل محاضرة هناك ربع ساعة مناقشة بينه وبين التلاميذ من خلال سماع أسئلتهم والإجابة عنها.فلم تشمل محاضراته جميع وسائل التعلم وطرائقه ويعود ذلك لكثرة التلاميذ في الصف الواحد و للمرحلة التعلمية حيث يحاضر لتلامذة المرحلة الجامعية و السنة الثانوية الثالثة.فوجد ان تلك الأساليب هي الأنجح وأثبت ذلك لانه اصبح من أحب وأشهر أساتذة الفيزياء في العالم.

برأيي إن سر نجاح وتميُز بروفيسور لوين هو التجارب العلمية التي كان يجريها في وقت المحاضرة نفسها،وروحه الجميلة وشخصيته الثابتة والواثقة وكل هذا هو نتيجة إدارته المتقنة للصف وتدربه وتحضيره المسبق لكل عمل يخصه في صفه.
ان عملية إدارة الصف لا تتوقف عند النظام والإنضباط بل تتعدى ذلك الى مهام كثيرة سلَطنا الضوء عليها من خلال محاضرة ب.لوين، وأهمها العروض العملية وعنصر التشويق والتحفيز.

لإنجاح عملية التعلم والتعليم وإخراج نماذج مبدعة في مجتمعاتنا علينا نحن كأساتذة تطبيق اغلب مفاهيم إدارة الصف والإلتزام بها وتقويم عملنا على الدوام انما تكمن المشكلة عند اغلب مجتمعاتنا في عدم أهلية الأستاذ وعدم تمكنه من محتوى المواد التعلمية و تدربه على طريقة شرحها.فهل من وسيلة لضبط هذه المشكلة؟ حيث ان وجدت تضمن نجاح و تميز اساتذتنا وصولاً الى تلامذتنا.