الأستاذ رسلان شلاق

يرى عالم ومحلل نفسي أريك اريكسون ان مرحلة المراهقة، بين 12 و18 سنة، هي مرحلة تشكّل الهوية في مقابل اضطراب الهوية. وفي هذه الفترة قد يتعرّض المراهق إلى سلسلة من الصراعات النفسية الاجتماعية المتعلّقة بالضياع في تحديد الهوية ومعرفة النفس. فهنا يأتي دور المعلم بتزويد الطلاب بالدعم المكمّل عند الحاجة إلى ذلك. وإذا كان توقّعنا من الطلاب هو أن يعملوا وفقاً لمستويات تفكير أعلى، فإنّه لابد لنا أن نوفّر الظروف والخبرات في المدرسة التي تمكّنهم من العمل طبقاً لتلك المستويات. وإنّنا نعرف أنّه بإمكاننا أن نحسّن بشكل كبير الظروف المدرسية كي يعمل الطلاب على نحو أكثر فاعلية دون التضحية بمسؤوليتنا الرئيسة المتمثّلة في تنمية المهارة الأكاديمية. إنّ تعرّف المعلّم إلى مجموعة من الطرائق الواضحة الإجراءات والمتّسقة الأدوار، تشكّل الخطوة الأولى في جعل اختيار الطريقة المعتمدة حرًّا وواعيًا ومسؤولًا. 

فاختيار طريقة التعليم المناسبة لكي تطال عدة جوانب من شخصية المتعلم من البعد العقلي والجانب العاطفي والاجتماعي لديه. بالتالي يخلق لدى المتعلم شعور بالهوية وتقدير الذات مما ينمي لديه الاجتهاد والمبادرة والإنتاجية وكما يعطيه الشعور بالانتماء ويقدر ان يندمج بالبيئة التي حوليه.

كيف يمكن للمعلّمين أن يساعدوا الطلاب في اجتياز هذه العملية؟ 


يمكنهم أن يتيحوا لهم الفرص لكسب الانتباه والشعور بالأهمّيّة بطرق التعليم داخل الصف او خارجه. يستطيع المعلّمون أن يشجعوا الطلاب على امتلاك هذا التصوّر والشعور بعيد المدى للمستقبل من خلال مساعدتهم في وضع أهداف. يقوم المعلّم بعد تحديد الهدف التعلّميّ المنشود باختيار وتحضير الوسائل المساعدة على تحقيقه لدى المتعلّمين. تأتي طريقة التعليم والتعلّم في مقدّمة هذه الوسائل المعينة. هدفنا في هذا الفصل، عن طرائق التعليم والتعلّم، إلى مساعدة المعلّم على حسن اختيار الطريقة بالرجوع إلى أسس ومعايير واضحة. هذه الطرائق غير الحصريّة هي: أسلوب المحاضرة، العرض الواضح للمعلومات، لاستدلال التعليميّ، الحثّ على الفهم، إكساب المهارات، الرحلة التربويّة، أسلوب النقاش، ورشة العمل، المشروع، وطرائق التعليم والتعلّم مع الحاسوب وعبره. 

عملية التعليم عبر طريقة العرض

مثال على طرق التعاليم: عملية التعليم عبر طريقة العرض يطال البعد او المجال العقلي للمتعلم. فمن الطرق هو عرض استخدام برنامج محاكاة التجارب العملية PhET الذي يقدم مختبرات افتراضية تابعة لمشروع فيت في جامعة كولورادو الأميركية يمكن من خلاله محاكاة لمختلف التجارب في مجالات علمية (الرياضيات، الفيزياء، الكيمياء، علوم الحياة والأرض...) لمراحل الأساسية والمتوسطة والثانوية وحتى الجامعية.


مثال على ذلك عرض لدرس التداخل الموجي interference of waves عبر مختلف محاكاة مختبرية لبرنامج فيت الذي يوفر الوقت ويسهل عملية الشرح من خلال التحكم بمتغيرات الاختبار.


فمن خلال هذه الطريقة يتعلم التلميذ الاهداف العلمية وطريقة استخدام التكنلوجيا في التعلم. كما يمكن للطلاب تحميل البرنامج في المنزل والتعلم الذاتي عبر الحاسوب فالبرنامج متوفر مجانا على الانترنت.


ففي عرض برنامج فيت تم دمج عدة طرق من التعلم وهي العرض، النقاش والتعلم مع الحاسوب وكما تم تحقيق اهداف التعلم للدرس. فتعرف الطالب على برنامج المحاكاة الفيت الذي يمكن استخدامه في المنزل وبذلك تحقيق التعلم الذاتي في المنزل وناحية الإيجابية من استعمال الحاسوب. وكما سهل على الأستاذ الشرح من خلال إيصال المعلومات بطريقة أسهل وأسرع. وما يمكن اضافته هو تقديم الكمبيوتر اللوحي لكل تلميذ لكي يقوم هو بنفسه بالتجربة لمحاكاة الاختبارات بدل المشاهدة.