ضرر نفوذ نيوتن المعنوي  



إعداد الأستاذ علي الموسوي


عندما توفي عالم الفيزياء الإيطالي فرنسيسكو غريمالدي عام 1663 كان نيوتن في الحادية والعشرين من عمره،  وكان غريمالدي قد وفر في الحقيقة ما يرقى إلى مستوى البرهان على أن الضوء ينتقل على هيئة موجة على الرغم من عدم ادراك أهمية ذلك الرأي على نطاق واسع.
جعل غريمالدي شعاعا من ضوء الشمس ينفذ إلى داخل غرفة معتمة عبر ثقب صغير، واكتشف أن الشعاع حين نفذ عبر ثقب ثاني صغيير وسقط على شاشة فإن الصورة التي ارتسمت على الشاشة بفعل بقعة الضوء كانت لها حواف ملونة، وبدت أكبر على نحو طفيف مما لو أن الضوء انتقل عبر خطوط مستقيمة عند نفاذه من الثقب.
 وأطلق على هذه الظاهرة اسم " حيود الضوء “.
“Diffraction of light”

واعتبر غريمالدي هذا دليلا مباشرا على أن الضوء ينتقل على هيئة موجة، ويمكن أن نشاهد مثل هذه الظاهرة عندما تتحرك الموجات على سطح الماء عبر عوائق أو فجوات.  ولكن عندما يتعلق الأمر بالضوء، فإنه وبسبب أن أطوال الموجات صغيرة جدا، تكون الآثار الناتجة دقيقة للغاية.
ولم يتسن نشر أعمال غريمالدي إلا بعد وفاته بسنتين، ولم يكن موجودا ليطور أو ليدافع عن أفكاره.
وللأسف حتى نهاية القرن الثامن عشر كان مفهوم نيوتن عن الضوء، باعتباره سيالا من جسيمات، هو المفهوم المهيمن دون النموذج المنافس الذي يرى الضوء موجات ، ويرجع ذلك إلى نفوذ نيوتن بقامته الشامخة واعتباره رسول العناية العلمية، بقدر ما يرجع إلى افتقاد أي برهان يؤكد أن نظرية الجسيم هي الأفضل من النموذج الموجي.
ولكن على مدى نحو القرنين التاليين، تم استحداث النموذج الموجي للضوء مع العالم السويسري ليونرد أويلر والإنكليزي توماس يونغ صاحب تجربة الشق المزدوج التي تحمل اسمه، والذي بين أولا وقبل كل شيء أن نيوتن ليس معصوما من الخطأ في كل ما قال.
وواقع الأمر أن نفوذ نيوتن أعاق التقدم من هذه الزاوية.

كتاب: تاريخ العلم الجزء الثاني


تأليف: جون غريبين


الحيود عبر فجوة على سطح الماء

بقعة مطبوعة على الشاشة من اثر حيود للضوء الأبيض عبر فجوة صغيرة

توماس يونغ

غريمالدي

ليونرد أويلر